سياسية .. اجتماعية .. رياضية

سياسية .. اجتماعية .. رياضية
جريدة تعرض لكم لحظة بلحظة اخر اخبار مصر مباشر واهم الاخبار العاجلة ف مصر والعالم

الأحد، 14 يونيو 2020

بقلم الاستاذة منى شاهين ... كن كالشمس في استنادك إلى نفسك فإن نور الشمس يشع من نفسه.

إن المتأمل في تعاليم الإسلام يجده يعزز من ثقتنا بأنفسنا، 

 ويعلمنا الاعتماد على أنفسنا وتحمل تبعات ما كسبته أيدينا، وذلك بتذكيرنا بالمسؤولية الفردية يوم القيامة، “وكلهم آتيه يوم القيامة فردا” ( سورة مريم- الآية 95)، وأن كل إنسان سيقف وحده ليُسأل عما قدم، ولا يُسأل أحد سواه عن الأعمال التي قام بها. وتجري محاورات كثيرة يوم القيامة بين من يلقون المسؤولية على غيرهم في ضلالهم بالرغم من الحرية التي منحهم الله إياها في الاختيار، وبين من عرضوا عليهم هذا الضلال، ومن هده الحوارات ما ذكره الله تعالى في قوله: “ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين” ( سورة سبأـ الآية 31و 32 )؛ فربما ظن أولئك الراسبون الفاشلون أنهم يستطيعون النجاة من العذاب بإلقاء المسؤولية على الذين اتبعوهم، وتعليق أخطائهم على مشجب الآخرين، كعادتهم في الدنيا بالتهرب الدائم من المسؤولية.
فالاعتماد على النفس هي عقيدة الفرد الناجح، لأنه يعي أنه هو من يجني ثمار أعماله في الدنيا والآخرة، وهذا ما يؤكده قول الله تعالى: “وأن ليس للإنسان إلا ما سعا وأنه سعيه سوف يرى” (سورة النجم- الآية 39و 40) وقوله : “لا يكلف الله نفسًا إلّا وسعها لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت” (سورة البقرة- الآية 286)، وقوله: “كل نفس بما كسبت رهينة” (سورة المدثر- الآية 38)، وقوله: “بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره” (سورة القيامة- الآية 14 و 15).
فمن خلال الآيات السابقة يتضح أن الإنسان بصيرة على نفسه وعقله وقلبه، رهينة بما كسبت يداه، مسؤول عن أفعاله، وأن من الكمال الطبيعي للنفس والعقل تحمل تبعات كل الأقوال التي تصدر عن الإنسان، والنهوض لإنجاز المهام اللازمة بنفسه، لأن الاعتماد على النفس يبرز الطاقات الشخصية للإنسان وينمي خبراته، ليجعل منه المؤمن القوي الذي قصده النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو هريرة أنه قال: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير) ( صحيح مسلم )؛ فالقوة المراد بها في هذا الحديث عزيمة النفس والقريحة، ولا يكون هذا للاتكالي المتكاسل، لأنه يخالف بتصرفه هذا الفطرة التي فطره الله عليها، بل حتى المخلوقات من غير الإنسان تأبى الاعتماد على غيرها، وما ذاك إلا لأن قيام كل فرد على شؤونه سنة كونية.
ويبقى السؤال هل يعني اعتمادنا على أنفسنا الاستغناء المطلق عن الآخر؟ وهل طلبنا للمساعدة يحط من قدرنا؟ وما ضابط الاستعانة بالغير كي نميزها عن الاتكالية؟ الجواب: قطعا لا .. فلا حرج أن تطلب الدعم من غيرك وتستشيرهم قبل أخذ قراراتك، لكن لا تجعلهم ينجزون أعمالك أو يقررون بدلًا عنك.
تذكر دائمًا…
لا يمكن لأحد أن يقوم بعملك مثلما تريد إلا نفسك، اغتنم أوقاتك واحرص على ملء الأكواب لبنًا ولا تكن من ساكبي المياه.. كن في الصدارة أو على الأقل في نفس الخط مع الآخرين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق